الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. .
في البداية هناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا)،
النبي صلى الله عليه وسلم يعلم طبيعة النفس البشرية التي خلقها الله تحب الهدية،
عندما تحب شخص أعطى له هدية، مثال: عندما أعطيك مرتب شهري تعتاد عليه
ولكن عندما أعطيك هدية تحبني حب غير عادي.
كل هذا له علاقة باسم اليوم اسم الله الوهاب،
يقول الله تبارك وتعالى: "أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ" (صّ:9).
وحلقة اليوم عن: ما معنى اسم الله الوهاب؟
ما معني اسم الله الوهاب؟
هذا الاسم دليل جديد على محبة الله لك، بخلاف أسماء الله الودود الغفور الرحيم،
فالله يخبرك أنه يحبك ويدلل على ذلك في أسمائه الحسنى. مثال: دائماً في المدرسة والأباء والأمهات
وفي القصص يقولون يجب أن تحب الله ولكن هل تعلمت كيف يحبك الله؟ يجب أن تعلم ذلك
لأن الله تبارك وتعالى هو الذي بدأ وقال: "..يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ..." (المائدة:54)
لقد ذكرنا هذا في اسم الله الودود لكن اليوم نذكره من زاوية أخرى حتى لا يكون بداخلك
ذرة شك كم يحبك ربك سبحانه وتعالى وهو الملك العظيم مالك الملك وأنت المخلوق الضعيف
لكنك غالى على الله فاعرف قدرك وكيف يحبك مولاك. مثال: عبد بين عبيد كثيرين عند ملك،
والملك يحب هذا العبد، والعبيد-المخلوقات الأخرى- تحسد هذا العبد وهذا العبد لا يشعر بذلك.
فلقد تمنت الملائكة هذه المكانة قائلة: "..أَتَجْعَلُ فِيهَا.." "..
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَك.."(البقرة: من الآية30)،
فلقد تمنت الملائكة وإبليس هذه المكانة، فإذا عرفنا كيف يحبنا الله ستحلو لنا طاعته
(إذا عرف الآمر سهلت الأوامر).
إذن ما معنى الهبة؟ في الفقه والشريعة والقانون: عطاء بلا مقابل هو تمليك الشيء بلا ثمن،
بلا عوض، بلا مقابل، بلا تعويض، بلا شئ قدمته من قبل فتؤجر عليه يقصد به الهدية.
مثال: إذا أعطى لك شخص ساعة وقال وهبتها لك الهبة ولكن ثمنها 200 جنيه
إذن هذه ليست هبة ولكن عقد بيع. مثال أخر: إذا عملت عند شخص لمدة 30 يوم
وقال سأهبك 1000 جنيه هذا عقد عمل وليس هبة، فالهبة خذ بلا مقابل.
فالوهاب الذي يهدي عباده الهدايا الغالية النادرة بلا مقابل بلا شرط بلا عوض بلا شئ قدموه
من قبل سوى صفاتهم الجميلة، فالهدية هبة من الوهاب وهو يهديك حباً ووداً.
مثال: شاب يجلس في حجرته ووالده يدخل عليه ويهديه مفتاح سيارة جديدة،
فهذه لها فرحة أخرى غير المصروف الذي اعتاد أن يأخذه من أبيه ولله المثل الأعلى.
ما الفرق بين الواهب والوهاب وإنك أنت الوهاب؟·
الواهب: يعطى هدية واحدة.
· الوهاب: يعطى هدايا غالية متعددة الأشكال والأنواع.
· إنك أنت الوهاب: إذا كانت الهدايا عظيمة لا تُقدر ولا أحد غير الله يستطيع أن يعطيها.
"..إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ.."(صّ: من الآية35).
لا يمكن لأحد من البشر أن يكون وهابا، لكن يمكن أن يكون واهب فالهبة تعطى مرة واحدة
أو مرتين، لكن تعدد أشكال وأنواع الهدايا لا أحد من البشر يستطيع أن يكون وهاباً،
وفي الحقيقة لا أحد من البشر يملك شئ،
قال تعالى:"آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ .."(الحديد: من الآية7).
فلا يوجد وهاب غير الله، وكل هذا من توفيق الوهاب لأنه جعل أحد من البشر يهبك،
فإذا أحد من البشر وهبك من الجائز أن يضرك مثل أب يعطى ابنه سيارة فتتسبب في حادث يموت فيه،
لكن الوهاب يهديك لمصلحتك ومنفعتك وبما يهديك ويقومك.
يقدم البشر الهدايا في المناسبات منتظراً كيف ترد، أما الله تبارك وتعالى غني فإنه يعطي
لأنه يحبك (الوهاب الذي يهب عباده ويعطيهم بلا مقابل حباً ووداً)،
فهيا نتذكر سوياً أخر هدية أهداها الله لك
"أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ"(صّ:9).
ويقول تبارك وتعالى:
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد
- قلب محمد صلى الله عليه وسلم-
ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم
كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا.
ما الفرق بين الوهاب والرزاق؟
1. من الممكن أن أصرف عليك راتب شهري هذا رزق، أما إذا وجدت هدية على مكتبك
من رئيس مجلس الإدارة مثلاً غير المرتب الشهري هذه هدية ولها طعم أحلى.
2. الرزاق.. ما جرى عليك من رزق يترتب على سعى
"..فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ .." (الملك: من الآية15)،
أما الوهاب.. بلا سعى لم تفعل شئ كي تستحقها (اصطفاء)
"وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَار.."(القصص: من الآية68).
3. الرزاق.. السعي قبل الرزق، أما الوهاب.. السعي بعد الرزق.
4. الرزاق.. أنت تعتاد على الرزق من شمس وقمر وماء وهواء ونور ومرتب شهري
ومصروفات أولادك، أما الوهاب.. أنت في انتظار مفاجأة جميلة (الهدية).
5. الرزاق.. أنت تعتاد على الرزق فتنسى الرزاق
لأن طبيعة النفس البشرية تعتاد على الأرزاق فلا تشكر عليها،
أما الوهاب.. لأن الله يريد أن يحببك ويقربك فيريك نوع أخر من الرزق
على شكل هدية ليظل الحب دائم في القلب.